
أعلنت منظمات حقوقية أن السلطات الإيرانية اوقفت مئات الأشخاص وأعدمت عشرات آخرين في حملة قمع جديدة اعقبت الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل، متهمة الجمهورية الإسلامية ببث الخوف للتستر على مواطن ضعفها في النزاع. وقالت “المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان” ومقرها في النروج، إن ستة رجال أعدموا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل منذ بداية النزاع، والعشرات بتهم أخرى، وإن أكثر من ألف شخص اعتقلوا بتهم تتعلق بالحرب.
وأشارت رويا بوروماند، المديرة التنفيذية لمركز عبد الرحمن بوروماند ومقره في الولايات المتحدة، إلى أن السلطات الإيرانية تحاول قمع الاستياء العام إزاء “الضربة المهينة” التي وجهتها إسرائيل خلال النزاع، والتي أظهرت عجز طهران عن “السيطرة على مجالها الجوي وحماية المدنيين“.
وقالت لوكالة فرانس برس “للحفاظ على السيطرة ومنع المعارضين في داخل البلاد من تنظيم وحشد جهودهم، يلجأ قادة إيران إلى الخوف. وربما مازالوا في البداية“. بعد أربعة أيام من بدء الحرب التي اندلعت في 12 حزيران/يونيو، تعهد رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني إيجئي إجراء محاكمات سريعة للمشتبه بتعاملهم مع إسرائيل، حسبما أفادت وكالة أنباء محلية.
وأفادت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان باعتقال بعض النشطاء وأفراد من الأقليات في الشوارع أو من منازلهم، بينما نُفذت عمليات إعدام على عجل وتم نقل سجناء إلى أماكن مجهولة. ومن الموقوفين المدافع عن حرية التعبير والكاتب في صحف أجنبيّة عدّة بينها وول ستريت جورنال، حسين روناغي. وأفرجت عن آخرين، مثل مغني الراب الشهير توماج صالحي والناشط آرش صادقي، بعد توقيفهما واستجوابهما بعنف، بحسب تقارير عدة.
وبعد الضربة الإسرائيلية المميتة التي استهدفت سجن إوين في طهران في 23 حزيران/يونيو، وأدت، بحسب السلطات الإيرانية، إلى مقتل 79 شخصا، تم نقل الموقوفين إلى أماكن مجهولة. ومن المرجح ان عملية النقل هذه شملت سجناء معروفين مثل الفرنسية سيسيل كولر وشريكها جاك باري، المحتجزين منذ ثلاث سنوات في إيران، وعلي يونسي، وهو طالب ناشط مسجون منذ نيسان/أبريل 2020.
وإذ اكدت السلطات الفرنسية أنها “تلقت “ضمانا” fأن الفرنسيين “لم يصابا بجروح” في الضربة الإسرائيلية، إلا أن نويمي كولر شقيقة سيسيل، قالت الجمعة “نجهل مصير سيسيل وجاك“. تعرضت السلطات الايرانية لانتقادات من الداخل لعجزها عن صد الضربات الإسرائيلية والأميركية، بسبب النقص في أنظمة الدفاع الجوي الفعالة. لم تُنشأ أي أنظمة إنذار أو ملاجئ لحماية السكان منذ ثمانينيات القرن الماضي، خلال الحرب ضد العراق (1980-1988) إبان رئاسة صدام حسين.
وحذرت بوروماند “إذا لم يتخذ أي إجراء، فإن العنف الذي يستهدف الإيرانيين اليوم سيمتد إلى الخارج في المستقبل”، مشيرة إلى موجة قمع واسعة النطاق أعقبت وقف إطلاق النار بين إيران والعراق، والتي شهدت إعدام آلاف المعارضين. كما أظهر مقتل قادة إيرانيين كبار في الضربات مدى الاختراق الذي حققته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مما دفع السلطات إلى إطلاق حملة لتتبع الجواسيس.
وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك “مثل حيوان جريح، تتعامل الجمهورية الإسلامية مع أي تهديد تراه بعنف شديد“.
وأفادت منظمة “هينغاو” ومقرها النروج، باعتقال 300 كردي، بينهم العديد من النساء والفتيات. وتحدثت “وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان” (هرانا) في الولايات المتحدة، عن استهداف الأقليات الدينية غير المسلمة، فقد استُدعي 35 فردا من الجالية اليهودية في إيران والتي يُقدر عددها بنحو عشرة آلاف، للاستجواب في الأيام الأخيرة.
واشار موقع “إيران واير” الإخباري، إلى أن عمليات دهم طالت عشرات المنازل التابعة لأفراد من الديانة البهائية، أكبر أقلية دينية غير مسلمة في البلاد والتي تعتبر السلطات الايرانية اتباعها زنادقة و”جواسيس” مرتبطين بإسرائيل، العدو اللدود لطهران.